الشارقة ضد شباب الأهلي : خسارة الشارقة أمام شباب الأهلي (1-3) في كأس مصرف أبوظبي
في مساء يوم مشحون بالإثارة الرياضية، خسر فريق الشارقة على أرضه أمام ضيفه شباب الأهلي بنتيجة 1-3، في مباراة ذهاب نصف نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي للمحترفين الإماراتي.
المباراة التي أقيمت يوم الثلاثاء، 18 مارس 2025، شهدت تألقاً لافتاً من لاعبي شباب الأهلي، حيث سجل رينان فيكتور هدفين في الدقيقتين 11 و3 من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، بينما أضاف ماتيوس ليما الهدف الثالث في الدقيقة 22. أما هدف الشارقة الوحيد، فجاء عبر عثمان كمارا في الدقيقة 41. هذه النتيجة وضعت شباب الأهلي في موقف قوي قبل مباراة الإياب المقررة يوم الأحد المقبل على ملعب راشد في دبي.
بداية المباراة: هجمات متبادلة وفرص ضائعة
بدأت المباراة بوتيرة عالية، حيث سعى كلا الفريقين لفرض سيطرتهما منذ الدقائق الأولى. في الدقيقة السادسة، كاد الشارقة أن يفتتح التسجيل عندما سدد جيلريمو بيرو كرة قوية اصطدمت بالعارضة، لتنقذ مرمى شباب الأهلي من هدف مبكر. هذه الفرصة أعطت جماهير الشارقة أملاً كبيراً في تحقيق نتيجة إيجابية، لكن الرد جاء سريعاً من الضيوف.
ففي الدقيقة 11، نفذ كارتابيا ركلة حرة ببراعة، حولها رينان فيكتور برأسية متقنة إلى داخل شباك عادل الحوسني، حارس الشارقة، ليعلن عن افتتاح التسجيل. هذا الهدف أظهر مدى خطورة الكرات الثابتة التي يعتمد عليها شباب الأهلي كسلاح فتاك في المباريات الكبرى.
تعزيز التقدم: ماتيوس ليما يضرب
لم يكتفِ شباب الأهلي بالهدف الأول، بل واصل ضغطه الهجومي. في الدقيقة 22، نفذ كوان سانتوس هجمة مرتدة سريعة، اخترق بها دفاع الشارقة، وسدد كرة قوية ارتدت من الحارس الحوسني لتجد ماتيوس ليما الذي لم يتردد في وضعها في الشباك، مضيفاً الهدف الثاني. هذا الهدف عكس التناغم الكبير بين لاعبي خط الهجوم والوسط في صفوف شباب الأهلي، وأظهر ضعفاً واضحاً في التنظيم الدفاعي للشارقة.
محاولات الشارقة للرد: تألق حارس شباب الأهلي
لم يستسلم الشارقة بسهولة، حيث حاول لاعبوه تقليص الفارق. في الدقيقة 31، سدد فراس بالعربي كرة أرضية مفاجئة، لكن حسن حمزة، حارس شباب الأهلي، كان في الموعد، حيث تصدى لها ببراعة وحولها إلى ركلة ركنية. واصل حمزة تألقه في الدقيقتين 36 و38، حيث أنقذ مرماه من فرصتين محققتين لبالعربي، مما أحبط آمال جماهير الشارقة في العودة للمباراة.
هدف الأمل للشارقة: عثمان كمارا يقلص الفارق
في الدقيقة 40، حصل الشارقة على ركلة ركنية بعد أن تصدى حمزة لرأسية قوية من عثمان كمارا. ومن الركلة الركنية التالية في الدقيقة 41، تمكن كمارا من تسجيل هدف تقليص الفارق برأسية رائعة، أعادت الأمل للجماهير المحلية. هذا الهدف جاء كثمرة للضغط المتواصل الذي مارسه الشارقة في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، لكن الفرحة لم تكتمل.
إلغاء هدف ومفاجأة في الوقت بدل الضائع
في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، اعتقدت جماهير الشارقة أن فريقها عاد إلى المباراة تماماً عندما سجل فراس بالعربي هدفاً، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل بعد مراجعة طويلة. هذا القرار أثار استياء الجماهير، لكن الأسوأ كان في انتظارهم. ففي الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع، نفذ كارتابيا ركلة حرة أخرى بذكاء، حولها رينان فيكتور برأسية ثانية إلى الشباك، ليمنح شباب الأهلي الهدف الثالث ويعزز تقدم فريقه.
الشوط الثاني: محاولات الشارقة للتعويض
مع بداية الشوط الثاني، دخل الشارقة بقوة بحثاً عن تقليص الفارق. في الدقيقة 46، انطلق كونراد في هجمة سريعة وسدد كرة قوية، لكن حسن حمزة واصل تألقه وحولها إلى ركلة ركنية. هذه الفرصة أظهرت رغبة الشارقة في تغيير مجرى المباراة، لكن التنظيم الدفاعي لشباب الأهلي وقوة حارسه حال دون ذلك.
فرصة ضائعة لشباب الأهلي
في الدقيقة 67، حصل يوري سيزار على فرصة ذهبية لتعزيز تقدم شباب الأهلي، لكنه سدد كرة ضعيفة ذهبت بسهولة بين يدي عادل الحوسني، حارس الشارقة. هذه الفرصة الضائعة أعطت الشارقة بعض الأمل في استغلال أي هفوة دفاعية لاحقة، لكن ذلك لم يحدث.
تماسك دفاعي يضع شباب الأهلي في الصدارة
في الدقائق المتبقية، فرض شباب الأهلي سيطرته على مجريات اللعب، معتمداً على تماسك خطوطه الدفاعية وقدرة لاعبيه على امتصاص ضغط الشارقة. هذا الأداء منح الفريق الضيف ثقة كبيرة في الحفاظ على النتيجة، ليضع قدماً في المباراة النهائية قبل لقاء الإياب.
تحليل الأداء الفردي: نجوم المباراة
لا شك أن رينان فيكتور كان نجم المباراة بتسجيله هدفين حاسمين، مستغلاً مهارته العالية في التعامل مع الكرات العرضية. كما لعب كارتابيا دوراً محورياً في صناعة الأهداف من الركلات الحرة. من جانب الشارقة، برز عثمان كمارا كأفضل لاعب في صفوف فريقه، بفضل هدفه وتهديده المستمر لدفاع الخصم.
توقعات مباراة الإياب
مع هذه النتيجة، يدخل شباب الأهلي مباراة الإياب على ملعبه بثقة كبيرة، حيث يكفيه التعادل أو حتى الخسارة بهدف واحد للتأهل إلى النهائي. أما الشارقة، فسيحتاج إلى أداء استثنائي وقلب الطاولة بفوز بفارق هدفين على الأقل، وهو أمر ليس مستحيلاً لكنه يتطلب تحسناً كبيراً في الأداء الهجومي والدفاعي.
تأثير المباراة على الفريقين
هذه الخسارة قد تترك أثراً نفسياً على لاعبي الشارقة، خاصة مع الأخطاء الدفاعية التي كلفتهم أهدافاً سهلة. في المقابل، عززت هذه النتيجة من معنويات شباب الأهلي، الذي يبدو مرشحاً بقوة للوصول إلى المباراة النهائية وحصد اللقب.
الدور الجماهيري في الإياب
من المتوقع أن تلعب الجماهير دوراً كبيراً في مباراة الإياب على ملعب راشد. دعم جماهير شباب الأهلي قد يكون العامل الحاسم في حسم التأهل، بينما يأمل عشاق الشارقة أن يسافر فريقهم بقوة جماهيرية لدعمه في هذه المواجهة المصيرية.
خاتمة: معركة مفتوحة على كل الاحتمالات
رغم تفوق شباب الأهلي في مباراة الذهاب، فإن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، والشارقة لديه فرصة للعودة إذا استغل نقاط ضعف الخصم. المواجهة القادمة ستكون اختباراً حقيقياً لإرادة الفريقين، وستحدد من سيحجز بطاقته إلى نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي