وفاة ناهد رشدي ، في صدمةٍ هزّت الوسط الفني ومحبي الدراما المصرية، غيّب الموت الفنانة القديرة نجمة “لن أعيش في جلباب أبي” في الساعات الأولى من صباح السبت، تاركة وراءها إرثًا فنيًا عظيمًا وحزنًا عميقًا في قلوب كل من عرفها أو استمتع بأعمالها.
رحلت الفنانة عن عمر يناهز 68 عامًا بعد صراع مرير مع المرض، لتخيم سحابة من الحزن على الوسط الفني والجمهور الذي تابع مسيرتها الحافلة بالإنجازات.
وفاة ناهد رشدي وَنبأ الرحيل المفجع
انتشر خبر وفاة الفنانة ناهد رشدي كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أعلنت ابنتها دينا سعد وزوجها محمد سعد النبأ المحزن عبر حساباتهما على فيسبوك.
كتبت دينا في منشور مؤثر: “لله ما أخذ ولله ما أعطى.. انتقلت والدتي حبيبتي ناهد رشدي إلى رحمة الله”، فيما نعَى الزوج الراحلَة بكلماتٍ مؤثرة، داعيًا لها بالرحمة والمغفرة.
تشييع الجثمان ومراسم الوداع الأخير
وسط حالة من الحزن والأسى، شُيّع جثمان الفنانة الراحلة عصر يوم السبت من مسجد الكواكبي بمنطقة العجوة بالقاهرة، حيث ووريَ الثرى وسط حضور كبير من الفنانين والمحبين الذين جاؤوا لتقديم واجب العزاء والمشاركة في مراسم الوداع الأخير.
كانت اللحظات مؤثرة وصعبة على الجميع، حيث ودّعوا فنانة تركت بصمة لا تُمحى في تاريخ الدراما المصرية.
رحيل قبل يوم واحد من عيد الميلاد
ولعلّ أكثر ما يثير الأسى في رحيل الفنانة ناهد رشدي هو أنها غادرت عالمنا قبل يوم واحد فقط من عيد ميلادها، الذي يوافق الخامس عشر من سبتمبر. ولدت الفنانة الراحلة في عام 1956، لتبدأ مسيرتها الفنية الحافلة بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل عام 1982.
وعلى مدار قرابة 40 عامًا، قدّمت الفنانة للجمهور باقة من الأعمال الدرامية الخالدة التي ستظل محفورة في ذاكرة المشاهدين.
مسيرة فنية حافلة بالإنجازات
شاركت الفنانة ناهد رشدي في أكثر من 80 مسلسلًا تلفزيونيًا، تنوعت بين الدراما الاجتماعية والتاريخية والكوميدية، لتثبت موهبتها الفذة وقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات ببراعة واقتدار.
ومن أبرز أعمالها الدرامية التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا: “لن أعيش في جلباب أبي”، “أرابيسك”، “هوانم جاردن سيتي”، “الزيني بركات”، وغيرها الكثير.
“سنية” في “لن أعيش في جلباب أبي”: دور لا يُنسى
يُعتبر دور “سنية” ابنة عبد الغفور البرعي في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” من أبرز الأدوار التي جسّدتها الفنانة الراحلة، ولا يزال هذا الدور محفورًا في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.
وقد حقق مشهد زفاف “سنية” في المسلسل نجاحًا أسطوريًا، وظلّ حديث الناس لسنوات طويلة، حتى أن الفنانة نفسها تحدثت في أكثر من لقاء تلفزيوني عن الكواليس الخاصة بهذا المشهد وردود الفعل الإيجابية التي تلقتها عليه.
فنانة شاملة ومتألقة
لم تقتصر موهبة الفنانة ناهد رشدي على الدراما التلفزيونية فحسب، بل امتدت لتشمل المسرح والسينما أيضًا. فقد شاركت في العديد من العروض المسرحية الناجحة، وقدمت أدوارًا مميزة في بعض الأفلام السينمائية، مما يدل على تنوع موهبتها وقدرتها على التألق في مختلف المجالات الفنية.
إرث فني خالد
رحلت الفنانة ناهد رشدي عن عالمنا، لكنها تركت وراءها إرثًا فنيًا خالدًا سيبقى شاهدًا على موهبتها الفذة وإبداعها اللا محدود. ستظل أعمالها الدرامية خالدة في ذاكرة المشاهدين، وستظل ذكراها محفورة في قلوب كل من عرفها أو استمتع بأعمالها.
إن رحيل الفنانة القديرة ناهد رشدي يُعتبر خسارة كبيرة للفن المصري والعربي، لكن أعمالها ستظل حية في قلوبنا وعقولنا. نتقدم بأحر التعازي لأسرتها وزملائها ومحبيها، وندعو الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته.
