تلوث المياه في مصر ، في خضم الجدل الدائر حول سلامة مياه الشرب في مصر، خرج الدكتور محمود فؤاد، مدير عام الجودة بالشركة القابضة لمياه الشرب، ليؤكد أن تلوث المياه شيء شبه مستحيل في مصر.
تلوث المياه في مصر شبه مستحيل
تصريح قوبل بترحيب من البعض وتشكيك من البعض الآخر، فما هي حقيقة الأمر؟ وهل بالفعل مياه الشرب في مصر آمنة تمامًا كما يدعي المسؤولون؟ في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل تصريحات الدكتور فؤاد، ونحلل أسباب هذا التصريح، ونتطرق إلى الآراء المختلفة حول هذا الموضوع، ونستعرض بعض الدراسات والأبحاث التي تناولت جودة مياه الشرب في مصر، لنصل في النهاية إلى صورة أوضح حول هذه القضية الحيوية.
تصريحات الدكتور فؤاد:
أكد الدكتور محمود فؤاد في مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي، مقدم برنامج “حضرة المواطن”، أن مياه الشرب في مصر آمنة تمامًا، وأن تلوثها شبه مستحيل. وأرجع ذلك إلى عدة أسباب، أهمها:
- الكلورة: جميع المياه التي يتم ضخها للمواطنين في جميع أنحاء البلاد تكون مياه مكلورة، والكلور يقضي على أي ميكروب في الحال.
- نسبة الكلور: يتم وضع نسبة كلور في مياه الشرب في الحدود المتاحة وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
- المياه العادية: المياه العادية آمنة وصالحة تمامًا وأفضل من المياه المعدنية.
أسباب هذا التصريح:
يمكن تفسير تصريحات الدكتور فؤاد بعدة أسباب، منها:
- الطمأنة: ربما كان الهدف من هذه التصريحات هو طمأنة المواطنين بعد الأزمة التي شهدتها قريتان في محافظة أسوان، والتي أثيرت فيها شكوك حول سلامة مياه الشرب.
- الثقة في النظام: قد يكون الدكتور فؤاد واثقًا من كفاءة نظام معالجة وتنقية المياه في مصر، ومن الإجراءات التي يتم اتخاذها لضمان سلامة المياه.
- الدفاع عن الشركة: من الطبيعي أن يدافع المسؤول في شركة مياه الشرب عن جودة المنتج الذي تقدمه شركته.
الآراء المختلفة:
تصريحات الدكتور فؤاد أثارت جدلاً واسعًا، وانقسمت الآراء حولها إلى قسمين:
- مؤيدون: يرى المؤيدون أن تصريحات الدكتور فؤاد صحيحة، وأن مياه الشرب في مصر آمنة بالفعل، مستندين في ذلك إلى عدة عوامل، منها:
- الكلورة: الكلور مادة فعالة في القضاء على الميكروبات، ويستخدم على نطاق واسع في تعقيم المياه في جميع أنحاء العالم.
- الرقابة: تخضع محطات معالجة المياه في مصر لرقابة صارمة من قبل الجهات المعنية، للتأكد من مطابقتها للمعايير الصحية.
- الشهادات الدولية: حصلت بعض محطات معالجة المياه في مصر على شهادات دولية تؤكد جودة المياه المنتجة.
- معارضون: يشكك المعارضون في صحة تصريحات الدكتور فؤاد، ويؤكدون أن تلوث المياه في مصر مشكلة حقيقية، مستندين في ذلك إلى عدة أدلة، منها:
- الشكاوى: يتلقى المسؤولون العديد من الشكاوى من المواطنين حول تغير لون أو طعم أو رائحة المياه، مما يشير إلى احتمال تلوثها.
- الأمراض: تنتشر بعض الأمراض التي تنتقل عن طريق المياه الملوثة في بعض المناطق في مصر، مثل الإسهال والتيفوئيد والتهاب الكبد الوبائي.
- الدراسات: أشارت بعض الدراسات إلى وجود تلوث في بعض مصادر المياه في مصر، مثل نهر النيل والمياه الجوفية.
دراسات وأبحاث حول جودة مياه الشرب في مصر:
أجريت العديد من الدراسات والأبحاث حول جودة مياه الشرب في مصر، وتوصلت إلى نتائج متفاوتة:
- دراسات تؤكد سلامة المياه: بعض الدراسات أكدت أن مياه الشرب في مصر مطابقة للمعايير الصحية، وأن نسبة التلوث فيها ضئيلة جدًا.
- دراسات تشير إلى وجود تلوث: أشارت دراسات أخرى إلى وجود تلوث في بعض مصادر المياه في مصر، خاصة في المناطق الريفية والصناعية.
- دراسات تحذر من مخاطر مستقبلية: حذرت بعض الدراسات من تزايد مخاطر تلوث المياه في مصر في المستقبل، بسبب زيادة عدد السكان والتوسع العمراني والصناعي.
الخلاصة:
لا يمكن الجزم بشكل قاطع بصحة أو خطأ تصريحات الدكتور فؤاد حول سلامة مياه الشرب في مصر. فبينما تؤكد بعض الدراسات سلامة المياه، تشير دراسات أخرى إلى وجود تلوث في بعض المصادر.
يبقى الأمر متروكًا لكل فرد لتقييم الوضع واتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل استخدام فلاتر المياه وغليها قبل الشرب، خاصة في المناطق التي توجد فيها شكوك حول جودة المياه.
توصيات:
- زيادة الشفافية: ينبغي على الجهات المسؤولة زيادة الشفافية حول جودة مياه الشرب في مصر، ونشر نتائج التحاليل الدورية للمياه بشكل منتظم.
- تحديث البنية التحتية: يجب العمل على تحديث وتطوير البنية التحتية لشبكات المياه والصرف الصحي في مصر، للحد من مخاطر التلوث.
- التوعية: ينبغي تكثيف حملات التوعية بأهمية الحفاظ على مصادر المياه، والحد من التلوث.
- البحث العلمي: يجب تشجيع البحث العلمي في مجال جودة المياه، لإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تحديات تلوث المياه.
ختامًا:
مياه الشرب هي شريان الحياة، وسلامتها مسؤولية الجميع. يجب علينا جميعًا العمل معًا للحفاظ على مصادر المياه، وضمان حصول كل مواطن على مياه شرب نظيفة وصالحة.