تعرف علي سبب إلغاء ركلة ترجيح أتلتيكو مدريد ضد ريال مدريد في دوري الأبطال 2025؟

في ليلة كروية مثيرة امتدت لساعات طويلة، نجح ريال مدريد في حسم تأهله إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2025 على حساب جاره اللدود أتلتيكو مدريد، في مواجهة دراماتيكية احتاجت إلى شوطين إضافيين وركلات ترجيح لتفض الاشتباك بين الفريقين.

المباراة التي أقيمت في إطار ثمن نهائي البطولة الأوروبية العريقة شهدت لحظات من التوتر والإثارة، وانتهت بتألق الملكي في ركلات الحظ، ليواصل مشواره نحو اللقب الغالي.

بداية المواجهة في لقاء الذهاب

بدأت القصة في مباراة الذهاب التي استضافها ريال مدريد على أرض ملعب سانتياغو برنابيو. الفريق الأبيض دخل المباراة بمعنويات مرتفعة، مدعومًا بجماهيره التي ملأت المدرجات. تقدم الريال بهدف مبكر حمل توقيع فينيسيوس جونيور، الذي استغل تمريرة متقنة من لوكا مودريتش ليضع الكرة في شباك يان أوبلاك. لكن أتلتيكو مدريد لم يستسلم، ونجح أنطوان غريزمان في تعديل النتيجة بعد تمريرة رائعة من كوكي، لكن الريال عاد ليخطف الفوز في الدقائق الأخيرة بهدف ثانٍ من رودريغو، لينتهي اللقاء بفوز الملكي 2-1.

لقاء الإياب: هدف تاريخي ورد فعل سريع

في لقاء العودة على ملعب سيفيتاس ميتروبوليتانو، كان أتلتيكو مدريد مصممًا على قلب الطاولة. وبعد مرور 12 ثانية فقط من صافرة البداية، سجل ألفارو موراتا هدفًا هو الأسرع في تاريخ ديربي مدريد ودوري أبطال أوروبا، مستغلاً خطأ دفاعي من داني كارفاخال. الهدف أشعل المدرجات وأعطى دفعة معنوية كبيرة للروخيبلانكوس. لكن ريال مدريد أظهر مرونة كبيرة، وتمكن من معادلة النتيجة في الشوط الثاني عبر رأسية قوية من إيدير ميليتاو بعد ركنية نفذها توني كروس بدقة.

الشوطان الإضافيان: صمود وإرهاق

مع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1 في لقاء الإياب (3-2 في مجموع المباراتين لصالح الريال)، لجأ الفريقان إلى الأشواط الإضافية. الإرهاق بدا واضحًا على اللاعبين، حيث تباطأ الإيقاع، لكن كلا الفريقين حاول استغلال أي فرصة. حارسا المرمى، تيبو كورتوا ويان أوبلاك، كانا في أوج تألقهما، حيث تصديا لعدة فرص خطيرة. الشوط الإضافي الأول مر دون أهداف، وفي الثاني كاد كريم بنزيما، الذي دخل كبديل، أن يحسم المواجهة للريال، لكن تسديدته ارتطمت بالعارضة.

ركلات الترجيح: لحظة الحسم

مع فشل الفريقين في تسجيل هدف الفوز، تحدد مصير التأهل عبر ركلات الترجيح. بدأ ريال مدريد بثبات، حيث نجح فالفيردي وفينيسيوس في تسجيل ركلتيهما بنجاح. في المقابل، سجل غريزمان الركلة الأولى لأتلتيكو، لكن الدراما بدأت مع الركلة الثانية التي نفذها جوليان ألفاريز. اللاعب الأرجنتيني سدد الكرة بقوة على يمين كورتوا، الذي اختار الجهة الخاطئة، وسكنت الكرة الشباك، ليحتسب الحكم الهدف في البداية.

ما قصة إلغاء ركلة ترجيح أتلتيكو مدريد؟

لكن الفرحة لم تدم طويلاً لجماهير أتلتيكو. بينما كان فالفيردي يستعد لتنفيذ ركلة الريال التالية، أوقف الحكم اللعب بعد تلقيه تنبيهًا من حكم الفيديو (VAR). وبعد مراجعة اللقطة، تبين أن جوليان ألفاريز لمس الكرة مرتين أثناء تنفيذ الركلة، وهي مخالفة واضحة وفقًا لقوانين اللعبة. الحكم ألغى الهدف، ليعود الريال إلى التقدم في النتيجة الإجمالية لركلات الترجيح.

سبب إلغاء ركلة الترجيح: تقنية جديدة تثير الجدل

السبب الرسمي لإلغاء ركلة ألفاريز كان لمس الكرة مرتين، لكن هذا القرار أثار جدلاً واسعًا بين الجماهير والمحللين. اللقطات التلفزيونية لم تكن واضحة بما يكفي لتأكيد المخالفة بالعين المجردة، لكن تقارير لاحقة أشارت إلى أن كرات دوري أبطال أوروبا مزودة بتقنية حساسة للغاية ترصد أدق التفاصيل، مثل اللمسات المزدوجة. هذه التقنية، التي طورتها الشركة المصنعة للكرة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، سمحت لحكم الفيديو بكشف المخالفة بدقة فائقة.

ردود الفعل بعد القرار

القرار أثار غضب جماهير أتلتيكو مدريد، التي اعتبرت أن الحكم “سرق” فرصتهم في العودة للمباراة. دييغو سيميوني، مدرب الفريق، لم يخف استياءه في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، قائلاً: “كرة القدم أصبحت لعبة تقنية أكثر منها رياضة. لا أفهم كيف يمكن أن يُحسم مصير مباراة بهذه الطريقة”. في المقابل، دافع كارلو أنشيلوتي، مدرب ريال مدريد، عن القرار، مشيرًا إلى أن “القوانين موجودة لتُطبق، والتقنية تساعد على تحقيق العدالة”.

استكمال ركلات الترجيح وحسم التأهل

بعد إلغاء ركلة ألفاريز، واصل ريال مدريد تألقه في ركلات الترجيح. نجح كروس وبنزيما في تسجيل ركلتيهما، بينما أضاع توماس ليمار ركلة أتلتيكو الثالثة بعد تصدٍ رائع من كورتوا. النتيجة النهائية لركلات الترجيح كانت 4-2 لصالح الريال، ليحسم الفريق الأبيض تأهله إلى ربع النهائي وسط احتفالات صاخبة من جماهيره.

أداء اللاعبين المميزين

في هذه المواجهة، برز عدد من اللاعبين من كلا الفريقين. فينيسيوس جونيور كان نجم الريال بلا منازع، حيث سجل في الذهاب وأضاف ركلة ترجيح حاسمة في الإياب. من جانب أتلتيكو، كان موراتا وغريزمان الأكثر خطورة، لكنهما لم يتمكنا من تعويض إخفاق الفريق في الركلات الحاسمة. كورتوا، بدوره، أثبت أنه حارس من طراز عالمي بتصدياته الحاسمة.

تأثير المباراة على الموسم الأوروبي

هذا الانتصار عزز من آمال ريال مدريد في استعادة لقب دوري أبطال أوروبا، الذي يحمل الفريق الرقم القياسي في عدد مرات الفوز به (14 مرة حتى الآن). بالنسبة لأتلتيكو، فإن الخروج من البطولة يعني تركيز الفريق على المنافسات المحلية، حيث يسعى سيميوني لتحقيق لقب الدوري الإسباني.

تقنية الفيديو: نعمة أم نقمة؟

الحادثة التي شهدتها المباراة أعادت فتح النقاش حول دور تقنية الفيديو في كرة القدم. بينما يرى البعض أنها تضمن العدالة، يعتقد آخرون أنها تقتل روح اللعبة وتثير الجدل أكثر مما تحل المشاكل. هذا القرار قد يكون نقطة تحول في تطوير التقنية المستخدمة في المباريات الكبرى.

الخاتمة

في النهاية، كانت ليلة لا تُنسى في تاريخ ديربي مدريد ودوري أبطال أوروبا. ريال مدريد أثبت مرة أخرى قدرته على تحمل الضغط والخروج منتصرًا في أصعب اللحظات، بينما غادر أتلتيكو المسابقة مرفوع الرأس بعد أداء قتالي. الآن، يترقب عشاق الكرة المستديرة مواجهات ربع النهائي، حيث يواصل الملكي حلمه باللقب الخامس عشر.

Comments are closed, but trackbacks and pingbacks are open.